لقد أمر الله تعالى بهما مريم عليها السلام فقال تعالى
(يامريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين )
وامر بها المؤمنون فقال
يا أيها الذين آمنوا اركعو واسجدو واعبدو ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)
فهى عبادة عظيمه لاتصرف الا لله وصرفها لغيره شرك ولقد نبه النبى صلى الله عاليه وسلم إلى ذلك .
فقد روى الطبرانى عن أنس رضى الله عنه أنه قال : ( قال رجل : يا رسول الله الرحيل منا أخاه أو صديقه أفينحنى له قال : لا قال : أفيلتزمه ويقبله ؟ قال : لا قال فيأخدذ بيديه ويصافحه ؟ قال : نعم )
يريد النبى صلى الله عليه وسلم أن يوضح لنا عدة أمور
أنه لا يجوز أن يركع أحد إلا لله وأنه مجرد الإنحناء لعظيم أو صاحب جاه أو سلطان أو رجل دين أو غيره يعد ذلك شركا بالله تعالى .
وأنه لا يجوز للمسلم أن يقبل المسلم فى خديه أو شفتيه إلا للوالدين مع الأبناء والعكس والزوج مع زوجته والعكس وأما الجائز والمستحب هو الأخذ بالأيدى والمصافحه المجرده من التقبيل .
وكذلك السجود عبادة لا تصرف إلا لله تعالى وصرفها لغيره يعد شركا ولقد تنبه لذلك النبى صلى الله عليه وسلم
حين سجد معاذ بن جبل فقال له النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث رواه ابن ماجه بسنده ( لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد للنبى صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( ما هذا يا معاذ؟ )
قال : أتيت أهل الشام فوافيتهم يسجدوا لاساقفهم وبطارقتهم فوددت فى نفسى ان نفعل ذلك بك , فقال صلى الله ليه وسلم : ( لا تفعلوا فإنى لوكنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )
فلا يجوز السجود لأحد ولا الركوع لأحد كائنا من كان لقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل أن لا يسجد له فأ ولى ان لا يسجد لغيره لقبر او ضريح وبعد مهما بلغت درجته فى الصلاح والتقى كما يفعل فى عصرنا هذا من الصلاه نحو القبر والأضرحه والذهاب للصلاه فى مسجد فيه قبر وضريح بقصد التبرك فهذا شرك ومن المحادة لله ورسوله .
معشر الموحدين
إن الصلاة وأركانها عبادة عظيمه أمر الله بها فى الحضر والسفر والأمن والخوف والسلم والحرب والصحة والمرض
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صلى قائما فإن لم تستطع فجالسا فإن لم تستطع فعلى جنبك )
ومن ثم يرد على قول من ادعى أنه لا صلاة عليه ولا عباده لأنها تكون على من لم يصل إلى المعرفه فاقرأ قوله تعالى
( فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
على أن اليقين هو المعرفه وهى الصفاء والمشاهده هذا باطل وكذب , وجميع المفسرين على أن اليقين هو الموت
والدليل
قول الله تعالى إخبار لعن أهل النار : ( وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ) أى الموت
قد استدل العلماء على أن هذا دليل على وجوب العبادات على العبد مادام عقله ثابتا مده حياته
الأنبياء والرسل والصحابه والتابعون كانوا أعلم الناس بمعرقة حقه وصفاته ومع ذلك كانوا يواصلون العبادات حتى الموت وهاهو النبى صلى الله عليه وسلم يقول وفى نفسه إلا خير موصيا بها
الصلاه الصلاه وما ملكت أيمانكم ( وجعلت قرة عينى فى الصلاه )
فهؤلاء كذابون وهل النبى صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ادرجة النعرفه تالتى هم عليها إن عقولهم قد ذهبت ولعب الشيطان برؤوسهم فأقم عليهم مأتما وعويلا وقل إنا لله وإنا إليه راجعون
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته